kn


No video? Download the DivX Plus Web Player.

الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

الحلقة السادسة : التظاهر ( رواية أو قصة "شخابيط" )

في صباح اليوم التالي في ربيع الكويت المنعش البارد بعض الشيء بالنسبة لأيوب
في يوم خميس جميل ،

نزل أيوب مفعما بالنشاط الى مطبخ السكن
حيث وجد الجميع يتجاذب الحديث و الضحكات
حيث الجميع يتناول إفطاره

" السلام عليكم و رحمة الله وبركاته يا شباب "
نظر الجميع إليه مرددين عليه السلام
و سرعان ما بادروه بالسؤال

" أيوب ، ماذا حصل أمس في الطائرة ، أخبرنا ... أخبرنا فهد بأنكم واجهتم مشكلة كبيرة ."
" أيوب ، ما أخباركم ، كيف الأهل ، كيف عمان "

" أين الحلوى ، "

ضحك أيوب ثم قال موجها نظره إلى فهد :" ما شاءالله عليك يا فهد ، أخبرتهم بقصة الطائرة... تفضلوا الحلوى يا شباب ، الأهل كلهم بخير و لله الحمد ، ..... "

جلس أيوب على الكرسي أمام الأفطار و بدأ في الحديث بحماس رافعا كلا يديه

" يا أعزائي يا أصدقائي ، حينما كانت الطائرة تستعد للهبوط و بدأت الهبوط التدريجي ، واجهتنا مطبة هوائية جعلتنا نقفز من أمكاننا و لولا الحزام لأصطدمنا بالسقف ... هذا كان في البداية .. اعتذر قبطان الطائرة باللغة الإنجليزية .. فلم أفهم كثيراً ماذا قال ، ثم تكلم مساعده العماني باللغة العربية و قال نعتذر عن المطبة المفاجئة . ، في تلك الأثناء نظرت يميني و وجدت المضيفة خائفة ، قلت في نفسي " أكيد هنالك شيء " ... و صدقت ظنوني ... أتعلمون ماذا حصل حينما كنا ننخفض ؟! ... أحد ألركاب قام يصرخ " كاذب كاذب أيها الطيار، لقد رأيت بنفسي من النافذة كانت هنالك طائرة صغيرة ستصدمنا " و فور إنتهاءه من عبارته ، صرخ الجميع ، منهم يدعو ربه ، ومنهم يقول الحمدلله ، و منهم من غضب من الطيار ، ... فعلا كانت لحظات جنونية ، فيها بدأت الطائرة في الارتفاع و الدوران لمعاودة الهبوط، جميعنا خائفين ،
الغريب يا أعزائي أننا نجونا و لله الحمد من الأصطدام ولكن فور أن عرفنا بما كان سيحدث ، بدأ الجميع في الدعاء و غيره .. و أنا اقول في نفسي ، لقد زال الخطر ... المفروض أن نفرح ....

بكاء الأطفال في الطائرة كان مرعبا ، الأمهات يحاولن إسكاتهم وهن خائفات ،
دقائق طويلة حتى باشرت الطائرة في الهبوط مرة أخرى

كان كابوس .. و الحمدلله على كل شيء"

" وماذا حدث حينما نزلتم في المطار ...؟!" سأله أحد الأصدقاء بفضول شديد

نظر إليه أيوب و ثم تنهد و قال :" فور نزولي و عبوري من البوابة أضحكني رجل قال ، سلامات يالعماني ، الحمدلله على سلامتكم ، أكيد الطائرة ارتفعت فجأة من سحركم ..هههه "
فبادرته بضحكة .. لم أستطع أن اتمالك نفسي ، كان أسلوبه مضحكا جداً و هناك ذهبت آثار الصدمة و لله الحمد .... كان الجميع ينظر إلينا ، لا أدري مشفقين علينا ، او يقولوا في أنفسهم " محظوظين " ... و نظرت من بعيد و وجدت الطيار و الكابتن متوترين يتحدثون بصوت عالي مع أحد رجال المطار .


قال عبدالمحسن مبتسما :" يا عم الحمدلله على سلامتكم ،، اما قصة ستخلد في ذاكرتك "

عمت الضحكات و بدأ كل شخص يسرد تجاربه في قصص مشابهة و أيوب يستمع و هو يقضم قضمة كبيرة من تلك البيضة المطبوخة التي كان يقشرها حينما سرد الحادثة.
ما أغربها من دنيا ..
يتضاحكون ، يداعبون بعضهم البعض

ما أغرب بني آدم .
حينما يجتمعون ترتسم البسمة و تكثر القصص المثيرة
هل يتظاهرون ، أم ماذا ؟
هل يحاولون الهرب من الواقع بتجمعهم هذا
لماذا الجميع في الأغلب يقومون بالتظاهر ،
و حينما يكونون وحيدين يكون عكس ذلك جميعهم يمر بقصص ليست بالسعيدة مئة في المئة !

ام هو هرمون التظاهر السعيد الذي يجعل شخصياتهم الجميلة تظهر امام بعضهم البعض

فكلما يكثر عدد الحضور ، تكثر الابتسامات او المظاهر و هي حقيقية ،

و حينما يقل الحضور ، يظهر الجزء الثاني من الشخصية ...
فالآلام متعبة إن تم حجبها عن الجميع لا بد لها أن تظهر
لا بد لها أن تظهر
و إلا لماذا نسمع بالخطب الجميلة امام حشد من الناس
و لماذا لا نسمع قصص الدسائس إلا من قنوات خاصة!

ما أجملنا حينما نظهر أمام الكثرةفي حالات كثيرة
سبحان الله


......... يتبع الحلقة السابعة( بعد يوم أو يومين أو اسبوع أو أكثر...في الحقيقة لا أدري )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق